للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وللقيامة: كما قال تعالى: {ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر: ٧].

وللعلم والعمل به: كما قال تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: ٢٠].

ثم في اليقين ثلاثةُ أشياءَ: علمُ اليقين، وعينُ اليقين، وحقُّ اليقين، وفي تفسيرها أقاويلُ:

قيل: علمُ كلِّ عاقلٍ بالموت علمُ اليقين، فإذا عايَنَ الملائكة فهو عينُ اليقين، فإذا ذاق الموت فهو حقُّ اليقين.

وقيل: علمُ اليقين: الإخبار عن الشيء على ما (١) هو به، وعينُ اليقين: معرفتُه على ما هو به، وحقُّ اليقين: هو ذلك الشيء بعينه (٢).

وقيل: علمُ اليقين: ما حصل بالخبر والاستدلال، وعينُ اليقين: ما وقع بالتعريف والإفهام (٣)، وحقُّ اليقين: مجموعُهما.

وقيل: علم اليقين: ظاهرُ الشريعة، وعينُ اليقين: الإخلاص فيها، وحقُّ اليقين: المشاهدةُ فيها.

ثم ثمرةُ اليقين بالآخرة: الاستعدادُ لها، فقد قيل: عشرةٌ من المغرورين: مَن أيقنَ أنَّ اللَّه خالقُه فلا يعبدُه، ومَن أيقنَ أن اللَّه رازقُه فلا يطمئنُّ به، ومَن أيقن أن الدنيا زائلةٌ فيعتمدُ (٤) عليها، ومن أيقن أن الورثة أعداؤه فيَجمع لهم، ومَن أيقن أن الموت


(١) في (ر): "عن الشيء كما".
(٢) "بعينه": سقص من (أ) و (ف).
(٣) في (ف) و (أ): "والإلهام".
(٤) في (ف): "ويعتمد".