للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال الزهري: المنافقون شاربون للقهوات (١)، لعَّانون للكعبات (٢)، التابعون للشهوات، التاركون للجمعات، الراقدون عن (٣) العتمات، المفرِّطون في الصلوات، ثم تلا هذه الآية (٤).

وروى ابن جريجٍ عن مجاهد قال هذا عند قيام الساعة وذهابِ صالحي هذه الأمة، ينزو بعضُهم على بعضٍ في الأزقَّة نزوًا (٥).

* * *

(٦٠) - {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}.

وقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ}: أي: رجع عن كفره {وَآمَنَ} على شرطه {وَعَمِلَ صَالِحًا} بعد إيمانه.

وعلى قولِ مَن حمل الآية على المسلمين: {وَآمَنَ}؛ أي: دام على إيمانه وتاب من ذنوبه.

وقوله تعالى: {فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ}: ولا يدخلون الغَيَّ {وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا}؛ أي: لا يُنقصون من ثواب عملهم (٦) في المستقبل بما عملوا من الذنوب في الماضي.


(١) في (ف): "يسابقون للقهوات". والقهوة عند العرب: الخمر.
(٢) في (أ): "لعابون باللعاب"، وفي (ر) و (ف): "لعابون بالكعاب". والمثبت من "الدر المنثور".
(٣) في (ف): "في"، وفي (ر): "عند". والمثبت من (أ) و"الدر".
(٤) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" (٥/ ٥٢٦) عن كعب قال: (واللَّه إني لأجد صفة المنافقين في التوراة. . .) وذكره بنحوه. وهكذا ذكره عن كعب أيضًا ابن كثير عند تفسير هذه الآية، وفيه: (. . . شرابين للقهوات، تراكين للصلوات، لعابين بالكعبات، رقَّادين عن العتمات، مفرِّطين في الغدوات، تراكين للجمعات. . .).
(٥) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٥٧٠) من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
(٦) في (أ): "أعمالهم".