للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقيل: كان من دعائه: لا إله إلا أنت سبحانك ربَّ العالمين، لك الحمد ولك الملك لا شريك لك (١).

وقال وهب: قال إبراهيم: يا أحدُ يا صمدُ بك أستعينُ وبك أستغيثُ وعليك أتوكلُ، حسبي اللَّه لا إله إلا هو ونعم الوكيل، يا ربِّ إنك تعلم إيماني لك وعدوانَ قومي فيك، فانصرني عليهم ونجني من النار، فقال اللَّه تعالى: {يَانَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} فبردت يومئذ على أهل المشرق والمغرب فلم ينضج بها كُراع (٢).

وقال كعب: ما انتفع أحد من أهل الأرض يومئذ بنار، ولا أحرقت النار شيئًا إلا وثاقَ إبراهيم (٣).

وقال وَهْبٌ: بقيت كذلك سبعة أيام.


= في "تفسيره" (٥/ ٣٢٧) عن أبي بن كعب قوله، والقرطبي في "تفسيره" (١٤/ ٢٢٧) عن أبي بن كعب عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-. ولعله كله وهم، وصوابه: المعتمر عن ابن كعب عن أرقم، هكذا جاء في "تفسير الثعلبي" (١٨/ ١٥٢) ط: دار التفسير، وهكذا روى الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٣٠٩) بعض هذه القصة، انظر التعليق الآتي.
وقوله: (حسبي من سؤالي علمُه بحالي) ذكره ابن عراق في "تنزيه الشريعة" (١/ ٢٥٠) بلفظ: (علمه بحالي يغني عن سؤالي) وقال: قال ابن تيمية: موضوع.
قلت: وجاء في "مجموع الفتاوى" لابن تيمية (١/ ١٨٣): ليس له إسناد معروف، وهو باطل، بل الذي ثبت في الصحيح [البخاري (٤٥٦٣)] عن ابن عباس أنه قال: (حسبي اللَّه ونعم الوكيل).
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٦/ ٣٠٩) من طريق المعتمر عن ابن كعب عن أرقم. وابن كعب لعله محمد بن كعب القرظي.
(٢) رواه دون الدعاء الإمام أحمد في "الزهد" (٤١٧)، والدينوري في "المجالسة" (٦٣)، وأبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢٠)، وابن عساكر في "تاريخه" (٦/ ١٨٣)، جميعهم عن بكر بن عبد اللَّه المزني.
(٣) رواه يحيى بن سلام في "تفسيره" (٢/ ٨٣٧)، وعبد الرزاق في "تفسيره" (١٨٦٨)، والطبري في "تفسيره" (١٦/ ٣٠٧).