للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النبيَّ عليه السلام كان زوجَ ليا (١) بنت يعقوب، وقيل: رحمة بنت يعقوب، وأبوه موص كان ممن آمن بإبراهيم يوم ألقي في النار، وكانت أم أيوب بنتَ لوطٍ النبيِّ عليه السلام، وكانت لأيوبَ البَثْنيةُ (٢) كلُّها شرقُها وغربها وسهلُها وجبلها، وهي ولاية بالشام بقربِ دمشق، وكان موسَّعًا عليه غنيًّا كثيرَ الضيافة عظيم الصدقة.

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: وكان إبليس يومئذ يصعد إلى السماوات فيسمع الملائكة يقولون: إن للَّه تعالى عبدًا في الأرض يقال له: أيوب، من فضله كيت وكيت، فقال إبليس لعنه اللَّه: لو سلَّطني اللَّه عليه لأَضْطرَّنَّه إلى الجزَع والشكاية، فسلَّطه اللَّه تعالى على ماله، فنزل إلى الأرض واستغوى جنوده، وذكر لهم ما وقع له، وكان لأيوب يومئذ ثلاثةُ آلاف بعيرٍ، في كلِّ خمسين منها عبدٌ له يرعاها، ولكلِّ عبد امرأةٌ وولد ومالٌ حسن، وسبعةُ آلاف شاةٍ، في كلِّ خمسِ مئة منها عبدٌ له يرعاها، وله امرأةٌ (٣) وولد ومالى حسن، وخمسُ مئةِ أتانٍ لها أولادٌ، وخمسُ مئة فدانٍ بآلاته، كلُّ فدان في يد عبدٍ له، وله أهل وأولاد ومال، وكلُّ أتانٍ يحمل آلةَ كلِّ فدان، فقال عفريتٌ: لي من القوة ما إذا شئتُ تحوَّلت إعصارًا من النار أَحرق كلَّ شيء، فقال له: أنت للإبل ورعاتها، فجاءها وأحرقها كلَّها ورعاتها، وجاء إبليس متمثِّلًا بواحد من رعاتها، فأتى أيوب وقال: يا أيوب، هل علمتَ ما صنع ربك بإبلك؟ قال: إنها ليست بإبلي ولكنها عاريَّةٌ عندي، وهي مال ربي فهو أولى بها مني، قال: ما قبَضها قبضًا جميلًا، لكن أرسل لها شواظًا من نار فأحرقها ورعاتَها، وترك الناس قيامًا عليها


(١) في جميع النسخ: إيليا" والمثبت من "تفسير الطبري" و"البدء والتاريخ".
(٢) في هامش (أ): "البثنية أراض معروفة في الشام لينة صالحة للزراعة". وقال ابن عساكر وقد ذكر هذا عن أيوب: بقرب نوى. انظر: "تاريخ دمشق" (١٠/ ٥٨).
(٣) في (أ): "أهل".