فلمّا نام هارون قبض الله روحه، ثمّ رفع ذلك البيت والسرير به إلى السماء. فلمّا رجع موسى إلى بني إسرائيل وليس معه هارون قالوا: إنّ موسى قتل هارون وحسده حبّ بني إسرائيل له. وكان هارون أعطف عليهم. قال: دفن هارون في جبل مواب «١» نحو جبال السراة ممّا يلي الطور، وقبره مشهور في مغاوة عادية يسمع فيها في بعض الليل دوي عظيم يجزع منه كل ذي روح. وقيل إنّه غير مدفون بل هو موضوع في الغار ظاهرا، ولهذا خبر عجيب، من وصل إلى هذا الموضع علم ما وصفناه.
١٤٢ وكان ذلك قبل وفاة موسى بسبعة أشهر. [وقبض هارون وهو ابن مائة وثلاث وعشرين سنة، وقيل إنّه قبض وهو ابن مائة وعشرين سنة. وقد قيل إنّ موسى قبض بعد وفاة هارون]«٢» بثلاثة أعوام وقاله أيضا، وتلك التي كان يزيد عليه هارون في سنّه، فماتا في سنّ واحد، فكانت سنّ كلّ واحد منهما مائة وعشرين سنة. وقبضا ولم يحدث لهما شيء من الشيب ولا حالا عن صفات الشباب. وكانت في جبهة هارون شامة وعلى طرف أرنبة موسى شامة وعلى طرف لسانه شامة ولا يعرف أحد قبله ولا بعده كانت على طرف لسانه شامة. وهي العقدة التي ذكرها الله «٣» ، العقدة حدثت من الجمرة التي وضعها في فيه لمّا دعت آسية له جمرا وياقوتا حين نتف لحية فرعون فأرادوا قتله، فأتى جبريل فوضع في يده الجمرة.
١٤٣ ثمّ إنّ موسى كان مع يوشع إذ أقبلت ريح شديدة، فظنّ يوشع أنّها السّاعة