فالتزم موسى، (واستل موسى)«١» من تحت الثياب فذهب موسى وتركها في يديه. فلمّا رجع يوشع «٢» إلى بني إسرائيل بالثياب وفقدوا موسى اتّهموه بقتله وارادوا قتله، فسألهم أن يؤخّروه ثلاثة أيّام، فأتى كلّ رجل ممّن كان يحرسه في منامه أنّ يوشع لم يقتل موسى وأنّ الله عزّ وجلّ رفعه إليه.
وذكر ابن إسحاق أنّ موسى مرّ برهط من الملائكة يحفرون قبرا فسألهم: لمن هذا؟ فقالوا: لعبد كريم على ربّه. فقال: إنّ لهذا العبد من ربّه لمنزلا.
قالوا: أتحبّ أن تكون هو؟ قال: وددت ذلك. قالوا: فانزل فاضطجع فيه وتوجّه إلى ربّك. ففعل ثمّ تنفّس فقبض الله روحه وسوّت عليه الملائكة.
١٤٤ قال: وكان في زمان موسى بلعم بن باعور وهو من الرهط الذين آمنوا بإبراهيم يوم ألقي في النار، وكان بقرية من قرى البلقاء قد أوتي ملكا عظيما، وأعطي اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب. فسأله قومه من العماليق أن يدعو على موسى وبني إسرائيل، فأبى فلم يزالوا به حتّى فتنوه، فركب أتانه وارتفع إلى الجبل يدعو عليهم، فصرف الله لسانه بالدعاء على قومه. ثمّ أمرهم أن يرسلوا النساء الحسان إلى عسكر بني إسرائيل بالسلع وأن لا تمنع امرأة نفسها من رجل أرادها. فوقع رجل من بني إسرائيل بامرأة فوقع فيهم الطاعون، فيقال إنّه هلك منهم سبعون ألفا. ففي بلعم أنزل الله: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا
الآية، إلى قوله: يَتَفَكَّرُونَ
«٣» . وهو الذي نطقت أتانه بفضيحته وقالت. ويلي منك تنكحني بالليل وتركبني بالنهار.