للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من ناحية الجنوب إلى نصف شهر شتنبر «١» بلا ظلّ أيضا نصف نهارهم ينعكس بعد ذلك فيكون من ناحية الشمال. و [أهل] هذا الموضع أشدّ سوادا وشعورهم أشدّ تفلفلا وخلقهم أشدّ تشويها من سائر السّودان وطبائعهم وحشية ونفوسهم سبعية وكثير منهم يثبون على الناس كالكلاب الكلبة.

فأمّا الذي لا يعمر من الأرض ولا يكون فيه حيوان ولا نبات فهو ما كان من الجنوب عرضه عن خطّ الاستواء تسع عشرة درجة لأنّ الشّمس إذا صارت في السّنبلة في حدّ ثلاث درجات إلى أن تبلغ خمس درجات من الحوت قربت منه وثبتت عليه فأحرقت كلّ شيء هنالك. وكذلك ما كان من الشمال بعده عن مدار رأس السّرطان تسعين درجة لأنّ الشّمس إذا سارت إلى البروج الجنوبية لا تطلع عليه ستّة أشهر فتنعقد البخارات ولا ترتفع فلا يكون حيوان ولا نبات. وفي نهاية العمران من خلف خطّ معدل النهار في الجنوب المسمّى يمين معدل النهار على المواضع المتساوية الأبعاد تكون الحيوانات الشّاذّة الخلق القبيحة التركيب كالفيلة وعظام الطير. د. وقد يحمل بعض تجّار البحر الذين وردوا بلاد الكوشانيّين- أعني الزّنج- بيضا تشبه بيض النعام، ونسبة بيض النعام منه كنسبة بيض الإوز من بيض النعام.

٢٥٩ وأخبرني العذري قال: أخبرني رجل من قريش أنّه كان على حافّة «٢» البحر المحيط بحر المغرب، فأصبح على أحد بيوت ذلك الموضع طائر قد وقع على البيت وانهدم البيت من وقوعه ودخلت في حوصلته خشبة من خشب البيت فألقي ميّتا، وزعم أنّه من طرف جناحه إلى الطرف الثاني ثمانون شبرا، ولم نر أحدا ذكر أنّه عاين شيئا من هذا الحيوان دون خطّ معدل النهار إلّا الفيلة، فإنّها تجلب من هناك وتعيش فيما ولدت بها من الأقاليم ولكنّها لا تتوالد.

<<  <  ج: ص:  >  >>