للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٦٠ وذكر بطليموس أنّ مدن الأرض في عهده أربعة آلاف ومائتان. وقد بيّن أهل العلم بالهندسة بغير وجه من البراهين أنّ الأرض ثابتة في وسط العالم قائمة في مركزه لا حركة لها في ذاتها وأنّها مستديرة الشّكل وأنّ جميع الأثقال تميل وترجع «١» إليها بالطبع وأنّ كلّ جزء من أجزائها البعيدة عن المركز بدور الارتفاع والانخفاض مطيعة إلى مركزها وأنّ الفلك المستقيم يدور عليها بجميع ما يحيط به من الأفلاك والكواكب السيّارة والثّابتة دورة واحدة في كلّ أربع وعشرين ساعة مستوية التي هي جملة النهار والليل من آخر النهار. وركّب الله عزّ وجلّ على الأرض جرم الشّمس لعلمه بالحكمة التي ينبغي أن يكون عليها تركيب العالم في فلك أخرج مركزه عن مركز الأرض بدرجتين ونصف من درج فلك البروج، فلذلك ما اختلفت حركة الشمس على الأرض فحمي مزاج جوهر الهواء المحيط بالناحية الجنوبية، وكان الجزء المعمور من الأرض في الناحية الشّمالية إذ كان كلّ حيوان بطبعه أحمل للبرد منه للحرّ. ألا ترى أنّه يتولّد في الماء من الحيوان ما لا يحصى كثرة وكذلك من النبات؟ ولا يتكوّن في النّار منه شيء إلّا الشاذّ النّادر إن صحّ ذلك فيه كما زعموا أنّه يتكوّن في أفران الزجّاجين ضرب من سامّ أبرص حمر الألوان، فإذا خرجت عن النار هلكت. فوجب لهذه العلّة أن يكون رسم الأقاليم السّبعة وبحدودها في الجزء الشمالي من الأرض كما ترى.

٢٦١ وأهل القطب الشمالي يرون بنات نعش ولا يرون كواكب القطب الجنوبي كسهيل، فإنّه لا يرى بخراسان ويرى بالعراق في السّنة أيّاما، ولا يقع عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>