ومنها جزيرة الزود «١» ، وهم خلق ذوو أجنحة وشعور وخراطيم يمشون على رجل واحدة كما يمشي الناس وعلى أربع كالبهائم، ويطيرون في الهواء مع الطير. ومنها جزيرة القابس «٢» ، وهي دابّة عظيمة ململمة مثل الكرة تصيح صياحا شديدا ولا يدرى من أين يخرج صياحها ولا يعرف ما هو ولا ما غذاؤه.
٣٢٣ ومنها جزيرة مرّ بها قوم وقد هاج البحر وعظم، فنظروا فإذا شيخ أبيض الرأس واللحية وعليه ثياب خضر مستلق «٣» على الماء وهو يقول: سبحان من دبّر الأمور، وعلم ما في ضمائر الصدور، وألجم بقدرته البحور، وسيّروا بين الشّمال والشّرق حتّى تنتهوا إلى جبل الطروق وأوسطه فاسلكوا تنجوا بحول الله وتسلموا. فركبوا السّمت الذي حدّ لهم حتّى انتهوا إلى جزيرة يقال لها سندروسة، فيها أمّة طوال الوجوه ومعهم قضبان الذهب المخلوقة يعتمدون عليها ويحاربون بها، على رؤوسهم الذهب وثيابهم منسوجة بالذهب وطعامهم الموز والفطر. فأقاموا عندهم شهرا وأخذوا من قضبان الذهب التي عندهم ما استطاعوا حمله، ثمّ ساروا على السّمت فخلصوا. وكان الذي أرشدهم الخضر عليه السّلام، وتلك الجزيرة مكان قراره وهي وسط البحر الأعظم.