للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣٣٠ قال س: وقد كان البحر فيما سلف في الموضع المعروف بالنجف- وهو بالحيرة «١» - وكانت ترسى هناك سفن الهند والصين ترد على ملوك الحيرة.

فصار بين الحيرة وبين البحر الآن مسيرة أيّام كثيرة، ومن رأى النجف وأشرف عليه تبيّن له ما وصفنا. ولمّا أقبل خالد بن الوليد في سلطان أبي بكر رضي الله عنه بعد فتح اليمامة وقتل كذّابها يريد الحيرة تحصّن منه أهلها في الحصن الأبيض، وفيه كان إياس بن قبيصة، وقصر القادسية وقصر بني نفيلة «٢» وقصر بني مازن. قال: وهذه قصور الحيرة. قال: وهي في وقتنا هذا سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة «٣» خراب، وبين هذه القصور وقصر القادسية ثلاثة أميال.

٣٣١ وسمّيت القادسية لأنّ الأعاجم جعلوا قساء من قادس خراسان، وقادس يومئذ أسفل منها [اليوم] ، ممّا يلي عين الشّمال. وذكر الحكماء أنّ رستم لمّا أراد العبور أمر بسكر العتيق «٤» بحيال قادس، فباتوا ليلتهم يسكرونه «٥» بالتراب والقصب والبراذع حتّى جعلوه طريقا، فاستتمّ بعد ما ارتفع النهار من الغد. وذلك عند عبوره للقاء سعد بن أبي وقّاص.

٣٣٢ فنزل خالد بالنجف وبعث إليهم أن ابعثوا رجلا من عقلائكم. فبعثوا إليه عبد

<<  <  ج: ص:  >  >>