للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

له مال كان عبدا للسّلطان يبيعه، وإن لم تحرقه النار قيل للمدّعي: إنّك مبطل. وحكم آخر: يغلّى الماء في قدر يحبس يوما إلى اللّيل حتّى يصير لو قطرت منه قطرة في يد إنسان لأحرقته، ثمّ يطرح فيه خاتم حديد ويقال للمدّعى عليه: أدخل يدك فتناول الخاتم الذي هو في هذا الماء، فيدخل يده فيه فيتناوله، فإن كان بريّا أخرج يده سالمة، وإن كان مقارفا للذنب نضجت يده. وليس في بلاد الصين من هذه الأحكام شيء. ولهم بدائع من الملاهي لا توجد عند غيرهم.

٣٧٣ ومن طريف أخبارهم أنّ ملكا من ملوك قمار ولي «١» هذا الصقع الذي يضاف العود القماري إليه- وهو شاطئ بحر وجبال لا جزيرة له، وهم يجتنبون كثيرا من القاذورات مثل الزناء وغيره ويتشبهون كثيرا من خلق الإسلام، وهذه المملكة موازية لمملكة المهراج صاحب الجزائر، وبين موضع ملك صاحب قمار والبحر مسيرة يوم- فتذوكر عنده يوما عظم مملكة المهراج وجلالها.

فقال لوزيره: في نفسي شهوة أحبّ بلوغها، وكان حدثا متسرّعا. فقال:

ما هي؟ فقال: كنت أحبّ أن أرى رأس المهراج بين يديّ. فعلم «٢» الوزير أنّ الحسد أثار ذلك الفكر في نفسه، فأنكر الوزير ما سمع منه وقال: إنّه لم يتقدّم منّا ومنهم خلاف ولا ترّة ولا رأى فريق منّا ومنهم سوءا من الآخر، وينبغي أن لا يعيد الملك هذا القول ولا يأخذ فيه مع أحد. وبين موضع مملكة المهراج ومملكة قمار نحو عشرة أيّام في البحر. فلم يسمع منه وأذاع ذلك في قوّاده حتّى اتّصل بصاحب المهراج وكان جزلا محنّكا. فأمر بإعداد ألف مركب بآلتها وتجهيزها بأكمل السّلاح وأهل العناء «٣» والنجدة بما تحمله كلّ مركب فيها، وأشاع أنّه يريد التنزّه في جزائر مملكته وكتب إلى ملوك الجزائر بما عزم عليه من زيارتهم وأمر بتلقّيه محتفلين ليرهب من والاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>