٣٨٣ ومن سيرهم أنّ المرأة إذا لم تكن محصنة وأرادت الفجور رفعت رقعة «١» إلى الملك فجاء لها وما ذهبت إليه، فيبعث إليها حلقا من نحاس فتجعلها في عنقها ولبست المصبّغات وعملت ما شاءت علانية. فإذا ولدت الذكور خصوا «٢» واستعملهم الملك في داره وأعماله، وإن كانت التي ولدت أنثى كانت على رسم أمّها. ومن سننهم أن يورثوا الإناث أكثر من الذكور؛ ومن سننهم أنّ لهم عند حلول الشمس الحمل عيدا معظّما عندهم يأكلون فيه ويشربون سبعة أيّام.
٣٨٤ ... وجزيرة كله يقال لها المنصف- وهي بين أرض الصين وأرض العرب- وتكسيرها ثمانون فرسخا، ولكنّها مجتمع الأمتعة والتجّار من الصّينيّين والمسلمين وإليها يتجهّز من عمان في وقتنا هذا فتجلب منها أصناف الطيب كلّه «٣» والرصاص القلعي والأبنوس والبقم وغير ذلك.
وقد كانت لهم سياسات وعدل وحكمة.
٣٨٥ ومن طريف أخبارهم أنّ رجلا من قريش من ولد هبّار بن الأسود خرج من البصرة إذ كان من خبر صاحب الزّنج ما كان وصار بسيراف، ثمّ لم يزل يخترق أرض ممالك «٤» الهند إلى أن انتهى إلى بلاد الصين، فصار بمدينة