٥٤٩ ويجاور مشقه في الشرق الروس وفي الجوف بروس، وسكنى بروس على البحر المحيط ولهم لسان على حدّة لا يعرفون ألسنة المجاورين لهم، وهم مشهورون في شجاعتهم، إذا أتاهم جيش لا يتوارى أحدهم حتّى يلحق به صاحبه، إنّما يخرج لا يلوي على أحد فيضرب بسيفه حتّى يموت. ويعبر عليهم الروس في المراكب من المغرب.
٥٥٠ وفي المغرب من الروس مدينة النساء ولها بسائط ومماليك، وهنّ يحملن من عبيدهنّ، فإذا وضعت المرأة ذكرا قتلته. ويركبن الخيل ويباشرن الحرب، ولهنّ بأس وبسالة. قال إبراهيم بن يعقوب الإسرائيلي: وخبر هذه المدينة حقّ، أخبرني بذلك هوته ملك الروم.
٥٥١ وفي الغرب من هذه المدينة قبيلة من الصقالبة يقال لها أمّة أوبابه، وهي في غياض من بلاد مشقه ممّا يلي المغرب وبعض الجوف، ولهم مدينة عظيمة على البحر المحيط، لها اثنا عشر بابا ولها مرسى، وهم يستعملون له شطورا حرلا «١» وهم يحاربون مشقه وشوكتهم شديدة، وليس لهم ملك ولا ينقادون لأحد، وإنّما الحكّام فيهم أشياخهم.
٥٥٢ فأمّا ملك البلقارين فقال إبراهيم بن يعقوب: لم أدخل بلده ولكنّي رأيت رسله بمدينة ماذي برغ حين وفدوا على هوته الملك، يلبسون ملابس ضيّقة