٧٠١ قال علماء السّير: فلمّا قدم يثرب لقيه الأوس والخزرج، فأعلموه أنّ القوم إن عرفوا ما يريد تحصّنوا في آطامهم فلم يقدر عليهم، ولكن تدعوهم للقائك وتلطّف بهم حتّى يأمنوا ويطمئنّوا إليك فتستمكن منهم. فتصنّع «١» لهم طعاما وأرسل إلى وجوههم ورؤسائهم فلم يبق منهم أحد إلّا أتى إليه «٢» ، وجعل الرجل منهم يأتي بخاصّته وحشمه رجاء أن يحييهم الملك. وقد كان بنى لهم بناء وجعل فيه قوما وأمرهم أن يقتلوا من دخل عليهم. فلمّا فعل ذلك عزّت الأوس والخزرج وغلبت على ديارهم. وتفرّقت الأوس والخزرج في عالية المدينة، فلم يبق من اليهود إلّا أقلّهم ممّن أقام على الهون ورضي بالصغار.
٧٠٢ قال داود بن سمكين الأنصاري (من ولد الحارث بن الصمد عن أشياخه)«٣» كانت يثرب في الجاهلية تدعى غلبة. غلبت اليهود عليها العمالقة، وغلبت الأوس والخزرج عليها اليهود، وغلب المهاجرون عليها الأوس والخزرج، وغلبت الأعاجم عليها المهاجرين. وكانت الآطام حصون المدينة وزينتها، روي أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى الأنصار أن يهدموها.
٧٠٣ وذكر أنّه وجد في المدينة في حماء أمّ خالد قبر عليه مكتوب: أنا أسود بن سوادة رسول رسول الله عيسى بن مريم إلى أهل هذه القرية. وذكر عثمان بن