٨٤٤ والتّرع الّتي في مصر أربع أمّهات: ترعة ذنب التّمساح وترعة بلقينة «١» وخليج سردوس «٢» وخليج ذات «٣» السّاحل. وتفتح هذه الترع في عيد الصليب لأربع عشرة من أيلول، وليلة الغطاس بمصر لعشر يمضين «٤» من كانون الآخر، وهو أصفى ما يكون النيل، وحينئذ يتّخذ النبيذ السواري «٥» بعد الغطّاس، ويختزن الماء أهل تنّيس ودمياط (سائر قرى)«٦» البحيرة.
٨٤٥ ولليلة الغطّاس بمصر شأن عظيم. قال س: حضرتها سنة ثلاثين وثلاثمائة وأميرها الإخشيد محمّد بن طفج، وهو في داره المعروفة بالمختارة في الجزيرة الراكبة للنيل والنيل مطيف بها. وقد أمر فأسرج من جانب الجزيرة وجانب الفسطاط ألفا مشعل سوى ما أسرج «٧» أهل مصر من المشاعل والشمع «٨» ما لا يحصى عدده. وقد حضر النيل في تلك الليلة آلاف الآلاف من البشر «٩» ، منهم في الزوارق «١٠» ومنهم في الدور الراكبة للنيل ومنهم «١١» في «١٢» الشطوط «١٣» ، وقد أظهروا كلّ ما في إمكانهم «١٤» إظهاره من الملابس وآلات الذهب والفضّة والجواهر والملاهي والعزف «١٥» والقصف وأحضروا «١٦» من المآكل والمشارب «١٧» ما «١٨» اختلفوا فيه، وهي أحسن ليلة تكون وأجلّها سرورا، ويغطس أكثر الناس في النيل ويزعمون أنّ ذلك أمان من المرض ونشرة من الدّاء.