للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٩٤٢ وكان السبب في نزوله إيّاها أنّ فيلمون «١» الكاهن سأل نوحا عليه السلام أن يخلّصه «٢» بأهله «٣» وولده بعد أن صدّقه وآمن بالله. فلمّا انجلى الطوفان قال له: يا نبيّ الله اجعل لي رفعة وقدرا أذكر به بعدي. فزوّج نوح بيصر «٤» بن حام من بنت فيلمون، فولدت له ولدا سمّاه فيلمون مصريم باسم جدّه.

فلمّا أراد نوح قسمة الأرض بين بنيه قال له فيلمون: يا نبيّ الله إنّ بلدي أولى الناس به ابني، فابعثه «٥» معي وأمضي به إليه وأظهره على كنوزه وأوقفه على علومه ورموزه. فأنفذه معه ومع جماعة من أهل بيته ذوي أيد وقوّة، فقطعوا الصخور وبنوا المعالم والمصانع. وقيل إنّ عددهم كان ثلاثين رجلا وبنوا مدينة سمّوها ماقة، ومعنى ماقة بلغتهم ثلاثون، وهي منف.

وكشف فيلمون عن كنوز مصر وعلّمهم خطّ البرابي و (أبان لهم المعادن من الذهب) «٦» والزبرجد والفيروزج وغير ذلك وأطلعهم على عمل الصنعة، فجعل الملك أمرها إلى رجل من أهل بيته يقال له مقيطام»

، فكان يعمل الكيمياء في الجبل الشرقي، فسمّي به المقطّم. وتزوّج مصريم امرأة من بنات الكهنة، فولدت له أربعة نفر منهم قفطيم «٨» .

٩٤٣ وإليه عهد بعد موته، وأمره أن يحفر له تحت الأرض سربا ويفرشه بالمرمر الأبيض ويجعل جسده فيه ويدفن معه جميع ما في خزائنه. فحفروا «٩» له سربا طوله مائة وخمسون «١٠» ذراعا وجعلوا في وسطه مجلسا مصفّحا «١١»

<<  <  ج: ص:  >  >>