بصفائح الذهب، له أربعة أبواب على كلّ باب تمثال من ذهب عليه تاج مرصّع بالجوهر، جالس على كرسي من ذهب قوائمه من زبرجد، ونقشوا في صدر كلّ تمثال آيات عظام واسما من أسماء الله تعالى مانعة من أخذه.
وجعلوا جسده في جرن «١» من زبرجد مصفّح بالذهب ورمزوا على مجلسه:
مات مصريم بن بيصر بن حام بعد سبعمائة سنة مضت من أيّام الطوفان ومات ولم يعبد الأصنام إذ لا هرم ولا أسقام (ولا حزن ولا اهتمام)«٢» وحصن مجلسه هذا بأسماء الله العظام لا يصل إليه إلّا ملك ولد له سبعة ملوك يدين بدين الملك الديّان ويؤمن بالمبعوث بالقرآن الداعي إلى الإيمان الطاهر في آخر الزمان. وجعلوا معه في ذلك المجلس ألف قطعة من (الزبرجد المخروط)«٣» وألف تمثال من الجوهر النفيس وألف برنية مملوءة درّا من الدر الفاخر، ووضعوا هناك الصنعة الإلهية والعقاقير السرّية «٤» والطلسمات العجيبة وأكوام سبائك الذهب بعضها على بعض، وسقفوا «٥» ذلك بالصخور العظام وجعلوا فوقها الرمال بين جبلين متقابلين بينهما «٦» علامات.
٩٤٤ وولي ابنه «٧» قفطيم الملك بعده وأقباط «٨» مصر بنوه، وهو أوّل من عمل العجائب وشقّ الأنهار ولحق البلبلة وخرج منها بهذه اللغة القبطية، وملكهم ثمانين سنة، ودفن في سرب تحت الجبل الكبير الداخل وصفح بالمرمر وجعلت فيه (منافذ للريح، فهي تتخرّق فيه بدوىّ عظيم هائل وجعلت)«٩» أكراس نحاس «١٠» مطلية بأدوية مشعّلة لا تطفأ أبدا، ولطخوا جسده بالمرّ والكافور والموميا، وجعلوه في جرن من ذهب في ثياب منسوجة بالدرّ والمرجان، وكشفوا عن وجهه، والجرن تحت قبّة عظيمة على عمد مرمر