ملوّنة، (وفي وسط القبّة جوهرة معلّقة كالسراج المضيء، وبين كلّ عمودين تمثال في يده أعجوبة، وجعلوا حول الجرن توابيت مملوءة)«١» جوهرا ودرّا نفيسا ومصاحف الحكمة «٢» ، وسدّوا «٣» على جميع ذلك الصخور والرصاص ورمزوا عليه كما رمزوا على ناووس أبيه.
٩٤٥ وتولّى «٤» بعده ابنه قفطويم، وكان جبّارا عظيم الخلق، وفي أيّامه هلكت عاد بالريح. وبقي ملكا أربعمائة سنة، وكان قد عمل لنفسه قبل موته سربا تحت الأرض معقودا على آزاج في الجبل الغربي قرب مدينة العمد، ونقر تحت الجبل كهيئة الدار العظيمة، وجعل تحت دورها خزائن واسعة منقورة، وجعل في أعلاها مسارب الرّياح، وبلطت جميع الدار بالمرمر. وجعل في وسط الدار مجلسا مثمنا ملوّنا «٥» مصفّحا بالزجاج الملوّن والذهب، وجعل في سقفه جوهرا وحجارة تسرج، وفي كلّ ركن من أركان المجلس تمثال ذهب بيده كالبوق الّذي يبوّق به، وجعل تحت القبّة دكّة مصفّحة بالذهب (مطوّقة بالزبرجد، وفرش فوق الدكّة فرش خزّ منسوج بالذهب)«٦» ، وجعل جسده عليها بعد أن طلي بالأطلية المجفّفة وجعل حواليه آلات كافور مخروطة، وسدلت عليه ثياب منسوجة بالذهب، ووجهه مكشوف وعلى رأسه تاج مكلّل وعلى صدره من فوق الثياب سيف صاعقي قائمه «٧» زبرجد، وعلى جوانب الدكّة أربعة تماثيل مجوّفة «٨» من زجاج مسبوك في صور النساء وألوانهنّ وبأيديهنّ كالمراوح من ذهب. وجعل في تلك الخزائن من الزبرجد والياقوت «٩» والذهب المسبوك وفاخر الجوهر والدرّ وبرابي (؟) الحكمة «١٠» وأصناف العقاقير والطلسمات والمصاحف الحاوية لجميع العلوم ما لا يحصى قدره كثرة. وجعل على مدخل «١١» كلّ أزج صورتين من نحاس