٤٧ تكررت الأخبار «١» عن علي رضي الله عنه أنّ آدم عليه السلام بكى هابيل فقال [وافر] :
تغيّرت البلاد (ومن عليها)«٢» ... فوجه الأرض مغبّر قبيح
فقتل قابيل هابيل أخاه ... فوا أسفا على الوجه المليح
فما لي لا أجود بسكب دمعي ... وهابيل تضمّنه الضريح
أرى طول الحياة عليّ غمّا ... ولا أنا من حياتي مستريح
أبا هابيل قد قتلا جميعا ... وصار الحيّ كالميت «٣» الذّبيح
تغيّر كلّ ذي طعم ولون ... وقلّ بشاشة الوجه المليح
٤٨ وأوحى الله إلى آدم: إنّي مخرج منك نوري الذي أباهي به الأنوار، وأجعله خاتم النّبيين الأبرار، فتطهّر وقدّس وسبّح وأغش زوجتك على طهارة منها، فإنّ وديعتي تنتقل منكما إلى الولد الكائن بينكما. فواقع آدم حوّاء فحملت لوقتها وتلألأ النّور في مخائلها ولمع من محاجرها حتّى إذا انتهى حملها وضعت شيتا بعد خمس سنين من مقتل هابيل ولمائة سنة وثلاثين من مهبط آدم. وقال في خبر شيت: لمائتي سنة وخمس وثلاثين.
٤٩ ومعنى شيت هبة الله خلفا من هابيل، كذلك قال أهل التوراة وذكروا أنّه ولد فردا بغير توأم، لم يولد لآدم فرد سواه. قال: وهو بالعبرانية شيت وبالعربية شثّ وبالسريانية شاة. وانتقل النّور من حوّاء إليه حتى لمع من