للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أسارير جبهته وبسق «١» في طلعته وغرّته حتّى إذا ترعرع وأيفع «٢» كان كأسرى «٣» الناس وأحسنهم صورة وأتمّهم وقارا وأكملهم هيئة مجلّلا بالنّور والهيبة موشّحا بالجلال والأبّهة، وكان أشبه ولد آدم بآدم، ثمّ أشبههم به بعده يوسف. فعهد إليه آدم وعرّفه بمحلّ ما استودعه وأعلمه لأنّه حجّة الله بعده، وأنّه الخليفة في الأرض والمؤدّي حق الله، فاحتقب «٤» شيت تلك الوظيفة واحتفظ بمكنونها.

٥٠ وذكر ابن إسحاق أنّ جميع ما ولدته حوّاء لآدم أربعون بطنا، وقد عدّ من أسماء ذكرانهم خمسة عشر اسما. وقالت طائفة إن حوّاء ولدت لآدم مائة وعشرين بطنا. قال: ويقال إنّ آدم مات عن أربعين ألفا من ولده وولد ولده. وأنزل الله على آدم تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وحروف العجم في إحدى وعشرين ورقة، وهو أوّل كتاب كان في الدنيا أخذ الله عليه الألسنة كلّها. وإلى شيت تنتهي أنساب البشر باجتماع. وانقرض سائر ولد آدم. قال:

وقد قال غيره ذلك.

٥١ وأمر آدم بكتاب الصحف وعلم اللّغات كلّها التي تقرّ بها الجنّ والشياطين وحساب الأزمنة ومسير الكواكب، وسأل ربّه أن يريه مثال الدنيا وما يكون فيها من خير وشرّ إلى يوم القيامة، فمثّلت له برّا وبحرا، فنظر إليها وإلى من يملكها ويسكنها من ولده، وأوري صور الأنبياء وما يكون في العالم. ولمّا كثر ولده بعثه الله إليهم بعد «٥» سبعمائة سنة وسبعين سنة من مهبطه يأمرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>