٩٦٨ فبعثت اليه أنه لا يجوز لي أن اتزوجك حتى تظهر في بلدي قوتك وحكمتك وتبني لي مدينة عجيبة أدخل عليك بها، فإني أكره أن أدخل عليك في مدينتي وبين أهلي وأهل بلدي، وان مدينة حصينة كانت لأوائلنا قد خربت، فاقصد موضعها واظهر حكمتك فيها. فمضى وجدّ في عمل الإسكندرية، وبعثت اليه مائة ألف ألف عامل «١» ، فأقام في بنائها مدة وأنفق جميع ما كان معه من الأموال. فلما فرغ من بينان المدينة وجه اليها يعلمها ويحثها على القدوم اليه.
فوجهت اليه (فرشا فاخرة)«٢» وآلات عجيبة وقالت: اقسم جيشك أثلاثا وانفذ الي ثلثا حتى اذا بلغت ثلث الطريق فانفذ الثلث الثاني، فاذا بلغت نصف الطريق فانفذ الثلث الثالث «٣» ، فيكون من ورائي لئلا يراني أحد. فاذا دخلت اليك فلا يكون عندك الا صبية يخدمونك «٤» . ثم أقامت تنفذ اليه الجهاز والأموال حتى علم مسيرها، فوجه اليها ثلث جيشه. فعملت لهم الأطعمة والأشربة والطيب المسموم، فلما لقوها استنزلهم حشمها وأقبلوا اليهم «٥» بالأطعمة والأشربة والطيب المسموم، فلم تصبح منهم عين تطرف. فسارت ثم فعلت بالثلث الثاني كذلك، ثم بالثلث الثالث كذلك.
٩٦٩ وهي توجّه اليه: انما أنفذت الجيش الى مصر «٦» يحفظونها، الى ان دخلت اليه «٧» هي وظئرها وجوار كنّ معها. فارتعدت مفاصله وخدرت قواه ولم يملك من نفسه شيئا فقال: من ظن أنه يغلب النساء فقد كذب نفسه، ثم فصدت عروقه وأسالت دمه حتى مات نزفا وقالت: دماء الملوك شفاء.
وأخذت رأسه فوجهت به «٨» الى قصرها فنصبته عليه وحملت (بيوت