فجاءت له «١» وتزينت له «٢» وعرّفته إنها تحبّه وأنّه إن (واتاها على ما تدعوه إليه)«٣» جاءته بمال عظيم وأحلّته المحل الكريم. فامتنع عليها «٤» ورامت أن تقبّله ولم تزل تمارسه وهو يمتنع بجهده الى أن أتى زوجها ووافقه وهو هارب منها. وكان زوجها عنينا لا يأتي النساء. فجعل يوسف يعتذر إليه، وقالت هي: كنت نائمة فأتاني يراودني عن نفسي، ففطن أن الأمر منها فقال ليوسف: اعرض عن هذا، أي عن اعتذارك. وقال لها: استغفري لذنبك، واتصل خبر زليخا ويوسف بنساء أصحاب الملك فخضن فيه، وقد كان خبر الغلام بلغ الملك وابتياع أطفير له، وسأل عنه فأنكره ومنعه الخروج عن قصره، وكان محجوبا لا يراه أحد.
٩٧٩ والملك غير عادل عن العكوف على لذّاته والاحتجاب عن الناس. فأحضرت جماعة منهن وأحضرت لهن طعاما وشرابا وجلست في مجلس حذاء مجلس مذهبين جميعا وفرشتهما بالديباج الأصفر المذهب وأسدلت عليهما «٥» ستور الديباج المذهب، وأمرت المواشط بتزيين يوسف واخراجه الى المجلس الذي كانت مع النسوة فيه، وكان ذلك المجلس محاذيا للشمس «٦» . فنظم المواشط شعر يوسف «٧» بأصناف الجواهر، وألبسنه ثوب ديباج أصفر منسوج بذارات حمر مذهبة، فيها اطيار صغار خضر مبطّن ببطانة خضراء، وأكمامه جوهر ملون ومن تحته غلالة حمراء، ووضعن على رأسه تاجا منظوما بدرّ وجوهر نفيس، وأخرجن من تحته طرر شعر على جبهته ورددن ذوائبه على صدره «٨» وعقربن صدغيه على خدّيه وكحلن عينيه ودفعن اليه «٩» مذبّة ذهب شعرها أخضر. فلما أكلن وفرغن من طعامهن أحضرت الشراب والفاكهة وسقتهن