١٠١٣ وأما قيساريات مصر فقيسارية العسل (وقيسارية الحبال)«١» وقيسارية الكباش وقيسارية عبد العزيز، وهي التي يباع فيها البزّ، وقيسارية هشام يباع فيها البزّ أيضا وهو هشام بن عبد الملك «٢» ١٠١٤ وأوّل ما بنى المسلمون بمصر من الحمامات حمام الفأر، وكانت حمامات الروم ديماسات كبارا، فلما رأوا هذا الحمام وصغره قالوا: من يدخل هذا؟ هذا حمام الفأر، فغلب عليه.
١٠١٥ وبين الفسطاط ومدينة القاهرة نحو ميلين في خراب كانت مساكن لكتامة وغيرها، وهناك اليوم ثلاثة مشاهد على الطريق من الفسطاط الى القاهرة بناها الحاكم ولها السّدنة والخدمة، وتوقد فيها السّرج الكثيرة الليل كلّه.
وزعموا أنه كان أراد نقل جثة (رسول الله)«٣» - صلى الله عليه وسلم - وجثّة أبي بكر وجثّة عمر رضي الله عنهما إليها، وقد كانت توجهت له الحيلة في ذلك حتى أظهر الله أهل المدينة على أمره وقاية لرسوله - صلى الله عليه وسلم - وردّا لكيد عدوّه «٤» لعنه الله.
وذلك أن الحاكم بذل الأموال لرجال من شيعته احتفروا في بعض الدور المجاورة لمسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سربا تلقاء القبر، وقد رفعوا ذرع ما بين الدار والقبر، فاذا وازوا «٥» موضع القبر خرقوا في البيت غلوة «٦» وتمكنوا من إرادتهم. فأطلع الله على ذلك أهل المدينة وقد أمعنوا في الحفر وأشرفوا على ما