١٠٢٤ وروى ابن لهيعة أن كعب الأحبار أرسل في جراب من تربة المقطّم «١» ، فلما حضرته الوفاة أمر أن يفرش في لحده تحت جنبه الأيمن «٢» . وقيل إن أوّل من قبر فيها رجل من المعافر يقال له عامر، وقيل عمرت. وقد قيل إنّ أوّل من قبر فيها عمرو بن العاص، ولا يصح هذا لأن عمرا جعلها مقبرة وتوفي عمرو بعد ان ولي مصر لمعاوية ثلاث سنين، وتوفي يوم الفطر سنة ثلاث وأربعين.
١٠٢٥ وليس في الدنيا مقبرة أعجب منها ولا أبهى ولا أعظم ولا أطيب منها تربة «٣» ، تربتها مثل الكافور. وقبر فيها من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المعلومين عمرو بن العاص وعبد الله بن حذافة السهمي وعبد الله «٤» بن الحارث «٥» الزبيدي وأبو بصرة الغفاري وعقبة بن عامر الجهني ومسلمة بن مخلد «٦» الأنصاري.
١٠٢٦ والفيوم قد تقدم ذكرها «٧» في مواضع «٨» من هذا الكتاب. وسابور صير وخليج الفيوم يصل «٩» إليها (من خليج سابور صير وهو الخليج الكبير، فاذا وصل الى نصف الطريق وجد حجرا مصنوعا وهو حجر اللهون. وفي)«١٠» أرض سابور صير نحو مائة «١١» ضيعة في بساط واحد، فاذا زاد النيل أحدق بها الماء «١٢» وصارت كل ضيعة منها «١٣» كالجزيرة وصارت مواشيهم محصورة