١٠٣٩ وهذه البحيرة يسلكها الملّاحون ذاهبين الى تنّيس من دمياط وراجعين من تنّيس اليها بريح واحدة بحكمة في سفنهم وشراعها «١» تزاحم به الريح.
وجزيرة تنّيس في وسط هذه البحيرة، وهي بحيرة تعذب عند زيادة النيل فتبقى ستة أشهر حلوة ثم تملح ستة أشهر أخرى. وقال قوم إنها تعذب (إذا هبّت)«٢» الجنوب فيطرقون لها عند ذلك الى مصانع قد اتخذوها، فاذا هبّت الشمال ملحت.
١٠٤٠ ومدينة تنّيس كبيرة لها مسجد جامع وأسواق، وأهلها ذوو يسار وثروة وأكثرهم حاكة وثيابها الشروب لا يصنع مثلها في الدنيا، فصنع بها لصاحب مصر قميص لم يدخل فيه من الغزل لحما «٣» سوى أوقيتان ونسج فيه من الذهب أربعمائة دينار، وقد أحكمه الصانع حتى لم يخرج فيه «٤» الى تفصيل ولا خياطة غير الجيب «٥» ، فبلغت القيمة فيه ألف دينار. وليس في الدنيا طراز كتّان «٦» يبلغ الثوب منه، وهو ساذج دون ذهب مائة دينار عينا غير طراز تنّيس ودمياط.
١٠٤١ وبجزيرة تنّيس أزيد من عشرة آلاف من النصارى ولهم على شاطىء البحر كنائس كثيرة. وقبور المسلمين في جزيرة تنّيس بأفنية دورهم لضيق