بجواره جبّ وحوله سبخة وبينه وبين سرت خمس مراحل. ثمّ إلى مدينة أجدابية مرحلة، ثمّ منها ثلاثة أيّام «١» إلى قصر زيدان الفتى، ثمّ تمشي أربعة أيّام إلى مدينة أوجلة وهي مدينة عامرة كثيرة النخل، وأوجلة اسم الناحية واسم المدينة أرزاقية «٢» ، وأوجلة قرى كثيرة فيها نخل وشجر كثير وفواكه وبمدينتها مساجد وأسواق. ثمّ أربعة أيّام إلى مدينة تاجرفت. ومن سلك من أطرابلس إلى ودّان فإنّه يسير في بلد هوارة نحو الجنوب في قياطن وبيوت شعر، وهناك مرأيات ومنازل إلى قصر ابن ميمون، وذلك كلّه من عمل أطرابلس. ثمّ من قصر ابن ميمون ثلاثة أيّام إلى صنم من حجارة مبنيّ على ربوة يسمّى كرزة «٣» ، ومن حواليه من قبائل البربر يقرّبون له القرابين ويستشفون به من أدوائهم ويتبرّكون به في أموالهم إلى اليوم. ومن هذا الصنم ويستشفون به من أدوائهم ويتبرّكون به في أموالهم إلى اليوم. ومن هذا الصنم إلى ودّان مسيرة ثلاثة أيّام.
١١٠٣ وكان عمرو بن العاص قد بعث إلى ودّان بسر «٤» بن أرطأة وهو محاصر أطرابلس فافتتحها، وذلك سنة ثلاث وعشرين. وقال ابن عبد الحكم: ثمّ إنّهم نقضوا «٥» عهدهم ومنعوا ما كان بسر بن أرطأة فرض عليهم، فخرج عقبة بن نافع الفهري «٦» إلى المغرب بعد معاوية بن حديج، وذلك سنة ستّ وأربعين، ومعه بسر بن أرطأة وشريك بن سحيم المرادي، فأقبل حتّى نزل بغدامس من سرت، فخلّف عقبة جيشه هنالك واستخلف عليهم زهير بن قيس البلوي «٧» ، ثمّ سار بنفسه في أربعمائة فارس وأربعمائة بعير وثماني مائة قربة ماء حتّى قدم ودّان فافتتحها وأخذ ملكهم فجدع أذنه «٨» ، فقال: لم فعلت هذا وقد عاهدني المسلمون؟ قال: أدبا لك، إذا مسست أذنك ذكرت ذلك «٩» فلم تحارب العرب. واستخرج منه ما كان بسر فرض