النصارى- وأهلها عرب مسلمون وقبط نصارى- تابوتا فيه رجل ميّت يجعلونه على عجلة يسمّونه ابن قرمى، ويزعمون أنّه من الحوّاريّين يتطوّفون به في سكك البلد ويتبرّكون بذلك ويتقرّبون إلى الله وتجرّ تلك العجلة البقر، فإن نفرت من موضع ولم تسر «١» فيه علموا أنّ في ذلك الموضع نجاسة.
١١٠٨ وأريش بلد كثير العيون الجارية «٢» والثمار والنخيل مياهها كلّها حامّة. ومن أريش ثلاثة أيّام إلى الفرفرون، وبالفرفرون معادن الشبوب المريّش والقصبى وفيه أنواع الزاج وفيه العيون الحامضة وغير ذلك من المياه المختلفة الأطعمة.
والفرفرون هذا بلد كثير الأشجار والنخيل وفيه قرى كثيرة وأهلها قبط نصارى. وتسير من الفرفرون إلى ألواح الداخل أربع مراحل في صحراء «٣» لا ماء فيها ولا عمارة، وهذا الواح الداخل كثير الأنهار والعمارات والحصون، منها حصن يسمّى بالقصر، في وسطه عين ماء ثرثار تتشعّب منه أنهار تسقي زرعهم ونخلهم وثمارهم.
١١٠٩ وتسير منه في قرى متّصلة إلى حصن يسمّى قلمون مياهه حامضة منها يشربون ويسقون، وبها قوامهم، وإن شربوا سواها من المياه العذبة استوبئوه. وآخر هذا الواح الداخل قرية كبيرة تسمّى القصبة لها مياه عذبة سائحة تسقي نخلها وثمارها، ولها ثلاث عيون ملحة يجتمع ماؤها في سباخ فيكون ملحا: ملح العين الواحدة أبيض وملح العين الثانية أحمر وملح العين الثالثة أصفر، وهذا الأصفر هو المستعمل بمصر وبرقة «٤» .