الّذي كانت فيه الوقعة المشهورة بين أبي يزيد وأبي القاسم قتل فيها من أصحاب أبي القاسم عدد لا يحصى (ففرّ منه «١» أبو القاسم فيمن كان يختصّ به)«٢» .
١١٤٢ والبحر قد أحاط بها من ثلاث جهاتها وإنّما يدخل إليها من الجانب الغربي، ولها ربض كبير يعرف بزويلة فيه الأسواق والحمّام ومساكن أهلها، وبنى على الربض المعزّ بن باديس سورا يحيط به، وطولها اليوم نحو ميلين وعرضها يضيق ويتّسع وأوسعه أقلّ «٣» من بسط طولها، وجميع بنيانها بالصخر (ولمدينتها بابا حديد)«٤» لا خشب فيهما وزنة كلّ باب ألف قنطار، وطوله ثلاثون «٥» شبرا في كلّ مسمار من مساميرها ستّة أرطال، وفي البابين صور الحيوان.
١١٤٣ وفي المهدية من المواجل العظام ثلاثمائة وستّون غير ما يجري «٦» إليها من القناة الّتي فيها، والماء الجاري بالمهدية جلبه «٧» عبيد الله من قرية منانش «٨» وهي على مقربة من المهدية في أقداس ويصبّ في صهريج داخل المهدية عند جامعها، ويرفع من الصهريج إلى القصر بالدواليب، وكذلك يستقي أيضا بقرية «٩» منانش من الآبار بالدواليب ويصبّ في محبس يجري منه في تلك القناة.