للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٤٤ وهي مرفأ «١» لسفن الإسكندرية والشّام وصقلّية والأندلس وغيرها ومرساها منقور في حجر صلد يسع ثلاثين مركبا، على طرفي المرسى برجان بينهما سلسلة من حديد، فإذا أريد إدخال سفينة فيه أرسل حرّاس البرجين أحد طرفي «٢» السلسلة حتّى تدخل السفينة، ثمّ مدوّها كما كانت بعد ذلك تحصينا «٣» لئلّا تطرقها مراكب الروم. وعرض المدخل إلى المهدية من القبلة إلى الجوف قدر غلوة. وردم عبيد الله من البحر مثل ذلك وأدخله في المهدية فاتّسع الموضع. وفيه ستّة عشر برجا ثمانية منها في السور الأوّل وثمانية في الزيادة، منها برج أبي الوزّان النحوي وبرج عثمان وبرج عيسى وبرج الدهّان «٤» نسبت إليهم لقرب مساكنهم منها. (والجامع ودار البحر «٥» ودار المحاسبات فيما ردم من البحر وغير ذلك من المنازل) «٦» والجامع سبع بلاطات متقن البناء حسنه. وقصر عبيد الله كبير سري المباني بابه غربيّ وقصر ابنه «٧»

أبي القاسم بإزائه بابه شرقيّ بينهما رحبة فسيحة. ودار الصناعة بشرقي قصر عبيد الله تسع أكثر من مائتي مركب، وفيها قبوان «٨» كبيران طويلان لآلات المراكب وعددها لئلا ينالها شمس ولا مطر.

١١٤٥ وكان سبب بنيان عبيد الله للمهدية قيام (أبي عبد الله) «٩» وجماعة كتامة عليه وما حاولوه من خلعه وقتل أهل القيروان رجال كتامة. فكان ابتداؤه بالنظر فيها سنة ثلاثمائة وكمل سورها سنة خمس وانتقل إليها سنة ثمان في شوال. وكان لها أرباض كثيرة آهلة عامرة أقربها إليها ربض زويلة فيه الأسواق

<<  <  ج: ص:  >  >>