رادس وقتل الغلام بطنبدة، وهي اليوم تسمّى المحمّدية «١» ، وهناك فارق موسى الخضر عليهما السلام. وطنبدة على أميال يسيرة من تونس.
١١٦٧ فكتب عبد الملك بن مروان إلى أخيه عبد العزيز وهو والي مصر أن يوجّه إلى معسكر تونس ألف قبطي بأهله وولده وأن يحملهم من مصر ويحسن عونهم حتّى يصلوا إلى ترشيش وهي تونس. وكتب إلى ابن النعمان أن يبني لهم دار صناعة تكون قوّة وعدّة للمسلمين إلى آخر الدهر، وأن يجعل على البربر جرّ الخشب لإنشاء المراكب ليكون ذلك جاريا عليهم إلى آخر الدهر، وأن يصنع بها المراكب (ويجاهد الروم في البرّ والبحر، وأن يغار منها على سواحل الروم فيشتغلوا «٢» عن القيروان نظرا للمسلمين وتحصينا لشأنهم «٣» . فوصل القبط إلى حسّان وهو مقيم بتونس، فأجرى البحر من مرسى «٤» رادس إلى دار الصناعة وجرّ البربر الخشب وجعل فيها المراكب)«٥» الكثيرة وأمر القبط بعمارتها.
١١٦٨ وبشرقي مدينة تونس بحيرة كبيرة دورها أربعة وعشرون ميلا في وسطها جزيرة تسمّى شكلة مقدار ميلين «٦» تنبت الكلخ، وبها آثار قصر خرب، فصارت دار صناعة تونس متّصلة (بالمينى والمينى متّصل)«٧» بالبحيرة (والبحيرة متّصلة بالبحر)«٨» . وعلى شاطى المينى مسجد يعرف بمسجد عبد الله، وبقبلي المينى قصر مبنيّ بالحجارة متقن البناء، وفي الجوف منه حائط صخر