كالسور، فصار المدخل بالسفن في هذا المينى بين حائط القصر (وهذا السور، وتعرض بينهما سلسلة حديد تمنع المراكب من الدخول والخروج ما دامت متعرّضة «١» ، وهذا القصر)«٢» يعرف بقصر السلسلة. وبقبلي القصر صهريجان كبيران كان ملوك بني الأغلب يرسلون فيهما ماء البحر ويملأونهما بالسمك.
١١٦٩ وقد تقدّم أنّ عبيد الله بن الحبحاب بنى دار الصناعة «٣» ، فلعلّ من روى ذلك يريد أنّ عبيد الله جدّدها وزادها تحصينا. فلم تزل تونس معمورة من يومئذ يغزو منها المسلمون بلاد الروم ويكثرون فيهم النكاية ولهم الإذاية.
١١٧٠ ومدينة تونس في سفح جبل يعرف بجبل أمّ عمرو، ويدور بمدينتها خندق حصين، ولها خمسة أبواب: باب الجزيرة قبلي ينسب إلى جزيرة شريك ويخرج منه إلى القيروان، ويقابله الجبل المعروف بجبل التوبة وهو جبل عال لا ينبت شيئا في أعلاه قصر مبنيّ مشرف على البحر، وبشرقي هذا القصر (غار منحني الباب يسمّى المعشوق، وبالغربي منه عين ماء، وبغربي هذا)«٤» الجبل جبل يعرف بجبل الصيادة فيه قرى كثيرة الزيتون والثمار والمزارع، وفي هذا الجبل سبعة مواجل للماء أقباء على غرار واحد، وبغربي هذا الجبل أيضا أشراف ومزارع متّصلة بموضع يعرف بالملعب فيه قصر لبني الأغلب قد غرس بجميع الثمار وأصناف الرياحين. وبشرقي مدينة تونس المينى والبحيرة الّتي