١١٧٩ وأعجب ما بقرطاجنة دار الملعب وهم يسمّونها الطياطر، قد بنيت أقواسا على سواري وعليها مثلها ما أحاط بالدار، وقد صوّر في حيطانها جميع الحيوان وصور أصحاب جميع الصناعات وجعلت فيه صور الرياح، وجعل صورة الصبا وجه مستبشر وصورة الدبور وجه عابس «١» . ورخام قرطاجنة لو اجتمع أهل إفريقية على نقله واستخراج جميعه ما أمكنهم ذلك لكثرته.
وفيها قصر يعرف بالمعلّقة مفرط العظم والعلو، أقباء معقودة وطبقات كثيرة مطلّ على البحر، في غربيّه قصر يعرف بالطياطر وهو الّذي فيه دار الملعب المذكورة، (وهو كثير الأبواب والتراويج وهو أيضا طبقات على كلّ باب صورة حيوان رخام وصور جميع الصنّاع، وقصر يقال له قومش «٢» طبقات كثيرة أيضا في سواري رخام مفرطة الكبر والعظم)«٣» يتربع «٤» على رأس السارية منها اثنا عشر رجلا وبينهم «٥» سفرة طعام أو شراب، (وهي مشطّبة كالثلج بياضا والمهاة صفاء، بعض تلك السواري قائمة وبعضها ساقطة «٦» ، وبها قبو «٧» عظيم لا يدرك الطرف آخره)«٨» فيه سبعة مواجل للماء كبار تعرف بمواجل الشياطين فيها ماء قديم لا يدرى متى دخلها. وبقرب قصر قومش «٩» سجن أقباء بعضها فوق بعض مظلم مهيب الدخول فيه جثث الموتى على حالهم إلى اليوم، فإذا مسّوا تلاشوا.
١١٨٠ وداخل المدينة مينى كانت المراكب تدخلها بشرعها، وهي اليوم ملاحة عليها قصر «١٠» ورباط يعرف ببرج أبي سليمان. وفي وسط المدينة صهريج كبير