رواية أخرى «١» : أنا معتب «٢» بعثت إلى (أهل هذه)«٣» القرية أدعوهم إلى الله، أتيتهم ضحى فقتلوني ظلما فحسيبهم الله. وقال إسحاق بن عبد الملك «٤» الملشوني «٥» : لم يدخل إفريقية نبيّ قطّ، وأوّل من دخلها بالإيمان حواري عيسى بن مريم عليه السلام.
١١٨٣ وفيما بين مدينة سوسة ومدينة تونس جزيرة شريك، (تنسب إلى شريك العبسي كان عاملا عليها، وأمّ إقليم «٦» جزيرة شريك)«٧» منزل باشو، وهي مدينة كبيرة آهلة بها جامع وحمّامات وثلاث رحاب وأسواق عامرة وبها قصر أحمد بن عيسى القائم على ابن الأغلب. وبجزيرة شريك اجتمعت الروم بعد دخول عبد الله بن سعد بن أبي سرح المغرب وتبادروا «٨» منها إلى مدينة إقليبية وما حولها، ثمّ ركبوا منها إلى جزيرة قوصرة وهي بين صقلّية وإفريقية وكانت إذ ذاك عامرة. فيقال إنّهم أقاموا بها إلى خلافة عبد الملك بن مروان، فأغزى عبد الملك بن مروان (عبد الملك)«٩» بن قطن في البحر، ففتح ما كان هنالك من الجزائر والقصور وخربها وقفل ظافرا «١٠» .
١١٨٤ ومن تونس إلى منزل باشو هذا مرحلة بينهما قرى (كبيرة آهلة)«١١» كثيرة وحامة «١٢» جليلة مجرّبة النفع. ثمّ من باشو إلى قرية الدواميس مرحلة، وهي قرية كبيرة آهلة كثيرة الزيتون والشجر بينهما قصر الزيت ووادي الدمنة وفندق