ريحان ووادي الرمّان «١» . ومن قرية الدواميس إلى القيروان مرحلة بينهما قصور ومنازل وقرى «٢» .
١١٨٥ وبحذاء جزيرة شريك في البرّ نحو الجنوب جبل زغوان، وهو جبل منيف مشرف يسمّى كلب الزقاق «٣» ، لظهوره وعلوّه واستدلال المسافرين به أينما توجّهوا، فإنّه يرى على مسيرة الأيّام الكثيرة، ولعلوّه ترى السحاب دونه وكثيرا ما يمطر (سفحه ولا يمطر)«٤» أعلاه. وأهل إفريقية يقولون لمن يستثقلونه من الناس: هو أثقل من جبل زغوان وأثقل من جبل الرصاص، وهو على تونس. وقال الشاعر يخاطب حمامة «٥» أرسلها بكتاب من القيروان إلى تونس [وافر] :
وفي زغوان فاستعلي علوّا ... وداني في تعاليك السحابا
وبزغوان قرى كثيرة آهلة كثيرة المياه والثمار والبساتين، منها فندق شكل المحلّة «٦» المعروفة وهي على مرحلة من تونس قرية كبيرة آهلة، ومنها قرية قلمجنة «٧» كان أبو القاسم بن عبيد الله شرع في بنيانها واتّخذها مدينة يسكنها الغريب السّابل من هوارة ونفوسة. وهذا الجبل مأوى للصالحين وخيار المسلمين.