١١٨٦ وبغربي جبل زغوان مدينة لربس «١» بينها وبين القيروان مسيرة ثلاثة أيّام، وهي مدينة مسوّرة لها ربض كبير، وبأرضها يكون أطيب الزعفران ويعرف ببلد العنبر، وبها صار إبراهيم بن أبي الأغلب «٢» حين خرج من القيروان.
وفي سنة ستّ وتسعين ومائتين زحف إليها أبو عبد الله الشيعي ونازلها وبها جمهور أجناد إفريقية مع إبراهيم، ففرّ عنها ابن أبي الأغلب في جماعة من القوّاد والجند إلى أطرابلس ودخلها الشيعي عنوة، ولجأ أهلها ومن بقي فيها من فل «٣» الجند إلى جامعها وركب بعض الناس بعضا، فقتلهم الشيعي أجمعين حتّى كانت تسيل الدماء من أبواب المسجد كسيلان الماء بوابل الغيث. وقيل إنّه قتل داخل المسجد ثلاثين ألفا، وذلك من وقت صلاة العصر إلى آخر الليل. وكانت ولاية بني الأغلب إفريقية مائة سنة وإحدى عشرة سنة.
١١٨٧ ومن مدينة لربس «٤» إلى مدينة الأنصاريّين «٥» مسيرة يوم. نسبت إلى قوم نزلوها من الأنصار من ولد جابر بن عبد الله، وهي طيّبة الأرض كثيرة الريع وحنطتها أجلّ حنطة بإفريقية.
١١٨٨ ومن مدينة القيروان إلى مدينة قفصة ثلاثة أيّام، وهي مدينة مبنيّة كلّها على