وفجّ زيدان يطلّ على مدينة طبنة وإيّاه عنى أبو عبد الله الشيعي في قوله [كامل] :
من كان مغتبطا بلين حشيّة ... فحشيتي وأريكتي سرجى
من كان يعجبه ويبهجه ... نقر الدفوف ورنّة الصنج
فأنا الّذي لا شيء يعجبني ... إلّا اقتحامي لجّة الوهج
سل عن جيوشي إذ طلعت بها ... يوم الخميس ضحى من الفجّ
١١٩٨ ومن «١» طبنة إلى مدينة مقّرة وهو بلد كبير ذو ثمار وأنهار ومزارع، ومنها إلى قلعة أبي طويل.
ومن باغاية إلى بلد بسكرة أربعة أيّام. وبسكرة كورة فيها مدن كثيرة وقاعدتها بسكرة، وهي مدينة كبيرة كثيرة النخل والزيتون وأصناف الثمار، وهي مدينة مسوّرة عليها خندق «٢» وبها جامع ومساجد كثيرة وحمّامات، وحواليها بساتين كثيرة، (وهي في)«٣» غابة كبيرة مقدار ستّة أميال فيها أجناس التمور، منها جنس يعرفونه بالكسبا وهو الصيحاني يضرب به المثل لفضله على غيره، وجنس يعرف باللباري «٤» أبيض أملس كان عبيد الله الشيعي يأمر عمّاله بالمنع من بيعه والتحظير عليه وبعث ما هنالك منه «٥» إليه، وأجناس كثيرة يطول ذكرها لا يعدل بها غيرها «٦» . وحول بسكرة أرباض خارجة عن الخندق المذكور. وببسكرة علم كثير وأهلها على مذهب «٧» أهل المدينة.
ولها من الأبواب باب المقبرة وباب الحمّام وباب ثالث، سكّانها المولّدون وحولها من قبائل البربر سدراتة وبنو مغراوة أهل بيت بني خزر وبنو يزمرتي.