وهي جليلة حصينة يذكر أنّه ليس في تلك الأقطار أحصن منها (ولا أبعد)«١» متنا (ولا مراما، ولا)«٢» يوصل إلى شيء منها بقتال إلّا من موضع يحميه عشرة رجال، وهو في شرقيها الّذي ينفذ إلى عين مسعود وسائر نواحيها تزلّ عنها العيون فكيف الأقدام. وهي مع ذلك بين جبال شامخة محيطة بها دائرة عليها. وداخل مدينتها عينان ثرّتان «٣» لا يبلغ لهما غور ولا يدرك قعر، إحداهما تعرف بعين سليمان والأخرى بعين تالانتيرغ «٤» . والّذي بنى سورها بلجّين «٥» يوسف بن زيري بن مناد الصنهاجي سنة سبع وستّين وثلاثمائة، وخربها يوسف بن حماد بن زيري واستباح أموالها وفضح حرمها وذلك بعد أربعين وأربعمائة، ثمّ تراجع الناس إليها بعد خمس وخمسين وأربعمائة.
١٢١٧ وتسير من مدينة أشير إلى قرية تسمّى (سوق هوارة، ومنها إلى قرية تسمّى)«٦» سوق كرام وهي على نهر شلف، ومنها إلى مدينة مليانة وهي مدينة رومية فيها آثار وهي ذات أشجار وأنهار تطحن عليها الأرحاء، جدّدها زيري بن مناد وأسكنها ابنه بلجّين «٧» ، وهي عامرة، ومنها إلى مدينة الخضراء وهي مدينة جليلة كثيرة البساتين وهي على نهر إذا حمل دخل بعضها، ومنها إلى مدينة قديمة مدينة بني واريفن «٨» وهي واسعة المسارح كثيرة الكلأ، ومنها إلى مدينة قارية «٩» وهي مدينة لطيفة ذات أعين كثيرة وهي في سفح جبل، ومنها إلى مدينة تنس.