وتأسيسه جامعها وأنّهم يقولون إنّ الله عزّ وجلّ يمنعه منه «١» بدعاء صاحب نبيّه - صلى الله عليه وسلم -. فأمر معدّ لعنه الله بنبش قبر عقبة وإحراق رمّته بالنار، وبعث إلى مدينة تهوذا لذلك خمسمائة بين فارس وراجل. فلمّا دنوا من قبره وحاولوا ما أمرهم به هبّت ريح عاصفة ولاحت بروق خاطفة وقعقعت رعود قاصفة كادت تهلكهم، فانصرفوا ولم يعرضوا له.
١٢٤٥ ومنها إلى مدينة باديس مرحلة. وبمدينة باديس حصنان فهما جامع وأسواق وبسائط ومزارع جليلة يزدرعون بها الشعير مرّتين في العام على مياه سائحة كثيرة عندهم. ومن باديس إلى قيطون بياضة وهو أوّل بلد سماطة، ومنه يفترق الطريق إلى بلاد السودان وإلى أطرابلس وإلى القيروان. إلى مدينة نفطة مرحلتان، وهي مدينة «٢» مبنيّة بالصخر عامرة آهلة بها جامع ومساجد وحمّامات كثيرة، وهي كثيرة المياه السائحة، وشرب جميع «٣» بلاد قسطيلية بوزن إلّا نفطة فإنّ شربها جزاف. وجميع أهلها شيعة وتسمّى الكوفة الصغرى. إلى مدينة توزر وهي آخر أقاليم بلد قسطيلية وقد تقدّم ذكرها، وبينها وبين بسكرة خمسة أيّام. ثمّ تسير منها إلى قفصة مرحلتان، ومن مدينة قفصة مرحلتان «٤» إلى فجّ الحمار وبه فندق وماجل للماء. إلى الهروية وهي آخر قرى كورة قمونية. إلى مدينة مذكود وهي أمّ أقاليم بلد قمونية بها جامع وحمّامات وأسواق ومساجد كثيرة وفنادق عدّة وآبار عذبة الماء بعيدة الرشاء، وحولها ثمار كثيرة من جميع الأصناف أكثرها شجر التين «٥» وهو يفوق تين إفريقية طيبا. ومنها يحمل التين زبيبا إلى القيروان فيكون أغلى من سائر التين ثمنا وأكثر طلبا. وهي في غابة من شجر التين الأخضر «٦» لا تظهر لمن قصدها حتّى يبلغها. ومن مدينة مذكود إلى جمونس «٧» الصابون قرية