العقبة، وفي الغرب باب أبي قرّة. وفيها آثار للأوّل قديمة، وبها بقية من النصارى إلى وقتنا هذا ولهم بها «١» كنيسة معمورة. وكثيرا ما يوجد الركاز في تلك الآثار. وكان الأوّل قد جلبوا إليها ماء من عيون تسمّى لوريط بينها وبين المدينة ستّة أميال. وهذه المدينة تلمسان قاعدة المغرب الأوسط لها أسواق ومساجد ومسجد جامع وأشجار وأنهار عليها الطواحين، وهو نهر سطفسيف. وهي دار مملكة زناته وموسطة قبائل البربر ومقصد لتجّار الآفاق. ونزلها محمّد بن سليمان بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب رضه، ومن ولده عيسى أبو العيش بن إدريس بن محمّد بن سليمان الّذي بنى جراوة، وكان أميرها وبها توفّي. ولم تزل تلمسان دارا للعلماء والمحدّثين وحملة الرأي «٢» على مذهب مالك.
١٢٥١ وفي الجنوب من تلمسان قلعة ابن الجاهل وهي قلعة منيعة كثيرة الثمار والأنهار، ويتّصل بها جبل تارني «٣» وهو وما يليه جبال معمورة «٤» . إلى مدينة تيزيل «٥» وهي أوّل الصحراء، ومنها يسافر إلى مدينة سجلماسة وإلى وارجلن وإلى القلعة، وهي مدينة معمورة فيها آثار للأوّل وبها مسجد. وفي الشمال من تلمسان منزل يسمّى باب القصر فوقه جبل يسمّى جبل البغل ينبعث من أسفله نهر سطفسيف ويصبّ في بركة عظيمة من عمل الأوّل ويسمع لوقوعه فيها خرير شديد على مسافة، ثمّ ينبثق «٦» منها بحكمة مدبّرة إلى موضع يسمّى المهماز «٧» وإلى ولج الحناء إلى جنان الحاج حتّى يصبّ في نهر أسر «٨» ، ثمّ ينصبّ في نهر تافنا وهو النهر الّذي يصل إلى «٩» مدينة