١٢٩٥ فولي الأمر المؤيّد بن عبد البديع «١» بن صالح بن سعيد بن إدريس بن صالح بن منصور. فزحف إليه موسى بن أبي العافية فحاصره حتّى تغلّب عليه، فقتله واستباح المدينة وانتهبها «٢» وهدم أسوارها وخرب ديارها ونسف آثارها وتركها بلاقع تسفي عليها الرياح وتعاوى فيها «٣» الذئاب، وبلغ منها ما لم يبلغ بعضه مصالة بن حبوس، وذلك سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
١٢٩٦ ثمّ ولي أبو أيّوب إسماعيل بن عبد الملك بن عبد الرحمن بن سعيد بن إدريس بن صالح، فبنى المدينة القديمة الّتي أسّسها صالح بن منصور وعمّرها وأعاد السوق فيها وسكنها «٤» إلى سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. ففيها أخرج أبو القاسم الشيعي صاحب إفريقية صندلا الفتى الأسود إلى أرض المغرب مددا لميسور الفتى إذ أبطأ خبره عليه. فخرج صندل من المهدية في جمادي الآخرة سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة، فوصل إلى جراوة الحسن بن أبي العيش فاستراح فيها أيّاما، ثمّ سار إلى هراس وكتب إلى إسماعيل بن عبد الملك صاحب نكور يأمره بالقدوم عليه وقد كان خرج من نكور وصار بقلعة أكرى «٥» . فبعث إليه رسلا وكتب أنّه في الطاعة، فلم يرض منه صندل بذلك وبعث إليه رسلا يستحثّونه في المسير إليه، فقتلهم إسماعيل عن آخرهم. فلمّا أتى صندلا خبر قتلهم زحف إلى قلعة أكرى فنزل قريبا منها بموضع يقال له نسافت، وهو الموضع الّذي قتل فيه مصالة بن حبوس سعيد بن صالح. فغلب صندل على القلعة بعد قتال ثمانية أيّام ومعارك قتل في آخرها إسماعيل وأكثر أصحابه، وذلك يوم الجمعة في شوال من السنة