للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أترى سلاحك إذ كدتك قصيدتي «١» ... ينقيه سيل قد طما من سفدد

أو بحر طنجة في عصوفات الصبى ... (وبحر سبتة يا لئيما) «٢» فردد

أو نيل مصر إذا ارتمى أذيه ... تعلو سواحله بموج مزبد

جنّون يزعم أنّه متلوط ... وهو المنيك «٣» إذا خلا بالأمرد

ابنا محمّد «٤» الزنيم لأنتم ... شرّ الورى ممّن يروح ويغتدى

إن كان جنّون من آل محمّد ... فأنا كفور بالنبيّ محمّد

وقد ذكرنا خبر سفدد واختلاف أسماء هذا النهر باختلاف المواضع. (فأمّا قوله: أو بحر طنجة في عصوفات الصبى، فإنّ الريح الشرقية تؤذي فيه أشدّ إذاية وكذلك في جرفيه) «٥» .

١٣٦١ وكان أعلى بني محمّد كلّهم أيدا أبو العيش بن جنّون بن محمّد وكان له من البلد ما بين أجاجن (وقيل ايزاجن) «٦» . وهو بقبلي حجر النسر إلى مدينة فاس. وكان أحمد بن إبراهيم بن محمّد عالمهم، كان يحفظ السير والتواريخ وكان نسّابة عاقلا حليما «٧» وكان مبجلا لعلمه، وكان يعرف أحمد الفاضل، وكان له ما جرّ من أجاجن «٨» إلى مدينة سبتة، وكان شديد الميل إلى خلفاء بني أميّة وكثير التشيّع فيهم. وهو الّذي استشار محمّد بن عبد الله بن أبي عيسى قاضي الجماعة في سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة «٩» في دخول الأندلس والغزو مع أمير المؤمنين عبد الرحمان. فلمّا أعلم عبد الرحمن بذلك أمره بمخاطبته واستحثاثه في القدوم وأن يعلمه أنّه لا ينزل مرحلة من الأندلس ما بين نزوله بالجزيرة الخضراء إلى نزوله بمحلّه بلاط حميد من أقصى الثغر

<<  <  ج: ص:  >  >>