- وذلك ثلاثون محلّة- «١» إلّا أمر أمير المؤمنين ببنيان قصر في كلّ محلّة «٢» ينزلها ينفق فيه ألف مثقال «٣» ليكون أثر إقباله إلى الأندلس باقيا مع الأيّام.
١٣٦٢ ولم يكن في بني إدريس من شهر بالعلم شهرته إلّا أحمد الأكبر بن القاسم بن إدريس بن إدريس وهو المعروف بالكرتي، وكان له علم وقدر بالمغرب، وهو الّذي استجلب بكر بن حماد ووفد على أمير المؤمنين عبد الرحمان منهم حسن «٤» بن القاسم المعروف بجنّون وعيسى بن جنّون بن محمّد بن القاسم، وذلك يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، فأقاما في كرامته إلى شهر صفر من العام الّذي يليه، ثمّ انصرفا إلى بلدهما. ولمّا دخلت سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة أجمع بنو محمّد بن القاسم على هدم مدينة تيطاوان فهدموها، ثمّ تعقّبوا ما فعلوا وأرادوا بنيانها، فضجّ أهل مدينة سبتة من بنيانها وزعموا أنّها تضرّ بمدينة سبتة وتقطع عنها مرافقها، فأعجل عبد الرحمان أمير المؤمنين إخراج الجيوش إليهم وتجهيز العساكر نحوهم، وذلك سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة، والقائد (أحمد بن يعلى)«٥» ، (حتّى وصل إلى مدينة سبتة ونفذ عهد عبد الرحمان إلى حميد بن يصلى وكان والي تيجيساس «٦» بالتقدّم إلى سبتة والتظافر بأحمد بن يعلى)«٧» على حرب بني محمّد. واجتمع العسكران فسفر حميد بن يصلى إلى بني محمّد علي بن معاذ، فأجابوه إلى التخلّي عن مدينة تيطاوان على أن يبعثوا بأبنائهم إلى أمير المؤمنين. فقدم أحمد بن يعلى عليه بحسن بن أحمد الفاضل بن إبراهيم بن محمّد ومحمّد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم، ووصلا إلى قرطبة يوم السبت لتسع خلون من رجب سنة إحدى وأربعين وثلاث مائة. وعيسى هو أبو العيش. فبعث حسن في ابنه يحيى وبعث محمّد في ابنه