ظفر به بمدينته الّتي كانت تدعى بني عوسجة، وقتل معه ولديه هارون ويحيى. وكان حمزة هذا قد حضر مع حسن «١» بن محمّد الحجّام هزيمته لموسى وحضر قتل منهل ابنه، وكان حمزة قد علّق منهلا على بابه ببني عوسجة فقتلهم بثأره. وحسن بن عبيد الله بن علي منهم ابتلى بالجذام وجنّون بن إدريس بن علي، أجلاه موسى بن أبي العافية إلى زناتة فسبته «٢» برغواطة فعقبه هناك عندهم.
١٣٦٥ وعقب أبي العيش بن علي منهم بالأندلس. وأمّا إدريس بن عمر بن إدريس فهو لباب ولد عمر بن إدريس، وبولده تكرّر الأمر إلى أن كثرهم بنو محمّد بن القاسم بن محمّد بن إدريس. ومحمّد بن إدريس بن عمر هو المعروف بابن ميّالة ويكنّى أبا العيش، ولم يزل مواليا للناصر عبد الرحمان رحمه الله، وقد ذكرنا خبر ابنه يحيى بن إدريس وملكه لمدينة فاس، وأنّه كان أعلى بني إدريس حالا بالمغرب، وذكرنا موته بالمهدية. قال علي النوفلي: كان يشهد مجلس يحيى بن إدريس العلماء والشعراء، وكان أبو أحمد الشافعي من جلسائه وممّن يتكلّم عنده في العلم، وكان ينسخ «٣» له عدّة الورّاقين وينتجعه الناس من الأندلس وغيرها، فيحسن «٤» إلى جميعهم وينصرفون عنه أكرم منصرف.