تاملّوكاف، وهو حجر نابت عالي وسط السوق، سبعة آلاف وسبعمائة وسبعين «١» قتيلا، وقتل من صنهاجة خاصّة في وقعة واحدة ألف وغد، والوغد عندهم المنفرد الوحيد الّذي لا أخ له ولا ابن عمّ، وذلك في البربر قليل وإنّما أحصوا الأقلّ ليستدلّ به على الأعظم «٢» الأكثر. قال زمّور:
ورحل يونس إلى المشرق وحجّ ولم يحجّ أحد من أهل بيته قبله ولا بعده.
ومات يونس بن الياس «٣» بعد أن ملك أربعا وأربعين سنة.
١٣٧٢ (وانتقل «٤» الأمر عن بنيه بقيام أبي غفير يحمد بن معاد بن أليسع بن صالح بن طريف عليهم، فاستولى على الملك)«٥» ودان بدين آبائه واشتدّت شوكته وعظم أمره، وكانت له وقائع كثيرة في البربر مشهورة لا تنسى مع الأيّام «٦» ، منها وقيعة تيمغسن، وكانت مدينة عظيمة، أقام القتل في أهلها ثمانية أيّام من الخميس إلى الخميس، حتّى شرقت دورهم ورحابهم وسككهم «٧» بدمائهم، ومنها وقعة بموضع يقال له بهت عجز الإحصاء عن عدد من قتل فيها. وكانت لأبي غفير من الزوجات أربع وأربعون زوجة كان له منهنّ من الولد بعددهنّ. ومات أبو غفير بعد أن ملك تسعا وعشرين سنة، وذلك عند ثلاثمائة من الهجرة.
١٣٧٣ وولي الأمر بعده من بنيه عبد الله أبو الأنصار، وكان سخيّا ظريفا يفي بالوعد والعهد ويحفظ الجار ويكافي على الهدية بأضعافها «٨» ، وكان أفطس شديد