١٣٨٦ ومنها إلى مدينة أدنة، وهي خالية أخربها علي بن حمدون المعروف بابن الأندلسي في سنة أربع وعشرين وثلاثمائة في وقوع «١» ميسور الفتى إلى المغرب، وبلد أدنة بلد كثير الأنهار والعيون العذبة، هناك عين الكتان عين عذبة في مفازة عليها أربع نخلات بينها وبين المسيلة مرحلة، وبشرقيّها وادي مقرة عليه سبع قرى منها قرية يكسم وزيتها أطيب الزيوت، وبين عين الكتان وأدنة نهر سهر «٢» ونهر النساء (ونهر أبي طويل وعين الغزال، وبين نهر سهر ونهر النساء)«٣» ثلاثة أميال، وسمّي بذلك لأنّ هوارة أغاروا على نساء أدنة وذهبوا بهنّ فأدركهم أهل أدنة فاستنقذوا النساء هناك والغنيمة وقتلوا جماعة من هوارة. ومن أدنة إلى مدينة طبنة مرحلتان، وقد تقدّم ذكر مدينة طبنة، وحواليها بنو زنراج. ومنها إلى نهر الغابة.
١٣٨٧ ثمّ تمشي ثلاث مراحل في مساكن العرب وهوارة ومكناسة (وكبينة وورفلة)«٤» ، يطلّ عليها وعلى ما والاها جبل أوراس، وهو مسيرة سبعة أيّام، وفيه قلاع كثيرة يسكنها قبائل هوارة ومكناسة، وهم على رأي الخوارج الإباضية. ومن هذا الجبل قام أبو يزيد مخلد بن كيداد النفزي الزناتي على أبي القاسم بن عبيد الله، وفي هذا الجبل كان مستقرّ الكاهنة.
إلى مدينة باغاية، وهي حصن صخر قديم حوله ربض كبير من ثلاث نواح، وليس فيما يلي الناحية الغربية ربض إنّما يتّصل بها بساتين ونهر، وفي أرباضها فنادقها وحمّاماتها وأسواقها وجامعها داخل الحصن، وهي في بساط من الأرض عريض كثير المياه، وجبل أوراس مطلّ عليه. ويسكن فحص هذه