١٤٦٩ ومن الغرائب ببلاد السودان شجرة طويلة الساق دقيقة تسمّى تورزى تنبت في الرمال ولها ثمر كبير منتفخ داخله صوف أبيض تصنع منه الثياب والأكسية ولا تؤثّر النار فيما صنع من ذلك الصوف من الثياب لو أوقدت عليه الدهر (كلّه لم يحترق)«١» . وأخبر «٢» الفقيه عبد الملك أنّ أهل اللامس «٣» بلد هناك ليس لهم لبس إلّا من هذا الصنف. ومن هذا الجنس حجارة بوادي درعة تسمّى بالبربرية تامطغست «٤» تحكّ باليد فتلين إلى أن تأتي في قوام الكتّان فتصنع منها الأمرّة «٥» والقيود للدوابّ، فلا تؤثّر النار في شيء من ذلك. وقد صنع منها كساء لبعض ملوك زناتة بسجلماسة، وأخبرني الثقة أنّه شهد تاجرا قد جلب منه منديلا إلى فردلند صاحب الجلالقة وذكر أنّه منديل لبعض الحواريّين وأنّ النار لا تؤثّر فيه، وأراه ذلك عيانا فعظم موقعه من فردلند وبذل له فيه غناه، وبعث به فردلند إلى صاحب قسطنطينية ليوضع في كنيستهم العظمى، فعند ذلك بعث إليه صاحب قسطنطينية التاج وأمره بالتتويج. وقد حدّث جماعة أنّهم رأوا منه هداب منديل عند أبي فضل البغدادي تحمى عليه النار فيزداد بياضا ويكون له النار «٦» غسلا، وهو كثوب الكتان.
١٤٧٠ وإذا سرت من غانة تريد مطلع الشمس فإنّك تسير في طريق معمورة بالسودان إلى موضع يقال له أوغام يحرثون الذرّة وهو عيشهم، ثمّ تسير من هناك أربعة أيّام إلى موضع يقال له رأس الماء، وهناك تلقى النيل خارجا من