لي شرطا وتعقد لي على نفسك عقدا تلتزمينه. فأجابته إلى ذلك وقالت: ما شرطك؟ قال: إنّك إذا أكملت عنده عاما أن ترسلي إليّ فأمرّ بك وهو حاضر، فتخرجين إليّ متزيّنة في ثياب تشفّ «١» وتتكلّمين معي في أمره وتتشكّين سوء عشرته فستحمله الغيرة على طلاقك، فأعود إلى حالي معك بعد أن تقضي حاجة نفسك وترتفع عنّي الريب في أمرك باختيارك لي على هذا الّذي قد مال بك. وقد علم سوء خلق صاحبه وتهافته إلى الشرّ وقلّة ملكه لنفسه «٢» . فعاقدته على ذلك.
١٤٨٣ ثمّ أرسل إلى أبيها وأهل بيتها فصنع لهم طعاما فأطعمهم، ثمّ قال لهم: سلوا ولّيتكم كيف كانت «٣» صحبتي لها ومعاشرتي إيّاها. فسألوها فأثنت خيرا ووصفت مجاملة وبرّا. فقال: اسألوها ما بالها أتريد المقام عندي. فسألوها فقالت: إنّي أكرهه وأبغض قربه وأحبّ بعده ولا أجد من نفسي معينا على غير ذلك، وقد جاهدتها على الاستمرار «٤» في صحبته، فعزفت بي عن ذلك عزوفا لا رجعة معه، فلا تتركوني معه فإنّ ذلك يقتادني إلى الحمام ويفضي بي إلى أنواع السقام، وقد تبرّأت إليه من جميع حقّه. والزوج في ذلك كلّه يظهر الرغبة فيها والاشفاق من مفارقتها. فما انفض «٥» جمعهم حتّى ملكت أمرها ورجعوا «٦» على زوجها ما صيّر إليها من حقّها وشكروه على برّه بها وولوها الملامة في جميع أمرها. فلمّا حلّت «٧» للأزواج كان الغادر «٨» بها أوّل خاطب لها، فتزوّجته ومكثت معه حولا وهي تستبطي مرور الحول لما خبرته من فضل الأوّل على هذا. فلمّا انقضى بعثت إلى الأوّل على ما عاقدته معه، فخرج مارّا على منزلها فتلقّته في قميص يصفها «٩» وينمّ بجسمها تشكو زوجها وهو قاعد مع جماعتها «١٠» . فلمّا رأى ذلك لم يتمالك