بابنه وأضجعه للذبح فيه شعب ثبير. وعن عليّ وابن عبّاس رضي الله عنهم أنّ الكبش أهبط على إبراهيم في ثبير. قال عبد الله بن عبّاس: وكان رعى في الجنّة أربعين خريفا. قال: فأرسل إبراهيم ابنه فاتّبع الكبش حتّى أخرجه إلى الجمرة الأولى، فرماه بسبع حصيات فأفلته عندها. فجاء الجمرة الوسطى فرماه بمثلها فأفلته. ثمّ رماه عند الجمرة الكبرى بمثلها وأخذه. فأتى به إبراهيم المنحر من منى فذبحه. قال عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: لقد كان أوّل الإسلام وإنّ رأس الكبش المعلّق بقرنه في ميزاب الكعبة قد وخش «١» يعني يبس.
١١٣ قال أبو جعفر: ممّا امتحن الله به إبراهيم النّار والكواكب والشمس والقمر وأمره بذبح ابنه والكلمات التي ذكرها الله في محكم كتابه على اختلاف الناس فيها وذكر خمسة أقاويل. فلمّا علم الله منه الصبر على ما ابتلاه [به] والقيام بما ألزمه واسترعاه جعله الله لمن بعده إماما، وجعل في ذريّته النبوّة والرسالة وخصّهم بالكتب المنزّلة والحكم البالغة.
١١٤ وروي أنّ أوّل من ركب الخيل إبراهيم، وقالت العرب: إن أوّل من ركب الخيل إسماعيل بن إبراهيم، وكانت وحوشا فأوحى الله إليه بآية الخيل فدعا بها فأتته فأمكنته من نواصيها فركبها هو وولده، فعتاق الخيل تنسب إليهم إلى هذه الغاية، فيقال الخيل العربيّة.