فوهبتها سارة لإبراهيم. وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: لم يكذب إبراهيم غير ثلاث: إنّي سقيم، وبل فعله كبيرهم هذا، وقوله للجبّار إذ سأله عن سارة: هي أختي.
١١١ فخرج إبراهيم حتّى نزل فلسطين بين الرملة وإيليا، وقال وهب: إنّ الله أخرج الجبّار الذي عرض لسارة من تلك المدينة وأورثها إبراهيم، فأثرى بها فولدت هاجر- وهي قبطية- إسماعيل لستّ وثمانين سنة من عمر إبراهيم، وولد له إسحاق وهو ابن مائة سنة وعشرين وسارة ابنة تسعين سنة. واختتن إبراهيم بعد تسع وتسعين سنة وختن الله إسماعيل ابن ثلاث عشرة سنة. وكان من إخراج إبراهيم لهاجر وابنها إسماعيل إلى مكّة ما قد شهر: أسكن إسماعيل بمكّة وهو ابن ستّ عشرة سنة، وقيل ابن أربع عشرة سنة، وانفجرت زمزم من تحت يد إسماعيل فاستسقت هاجر وجعلت تدخره في قربتها، فلولا الذي فعلت ما زالت زمزم معينا ظاهرة. ثم أجاب الله دعوة إبراهيم فأنسهم بجرهم «١» وجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم ورزقهم من الطيّبات.
١١٢ ثمّ بنى إبراهيم البيت مع ابنه إسماعيل على ما أمره الله تعالى به. وذكر آخرون أنّ الذبح كان قبل بناء الكعبة وهو أصحّ، والله أعلم. ثمّ أمر الله إبراهيم أن يذبح ولده على كثرة الاختلاف فيه. قال: إن كان الذبح وقع بمنى قبل ذبح الفداء فعلى ما تكرّر فالذبيح إسماعيل، لأنّ إسحاق لم يدخل الحجاز.
وإن كان الأمر بالذبح وقع بالشام فالذبيح إسحاق، لأنّ إسماعيل لم يدخل الشام بعد أن حمله أبوه منه. وقد تكرّرت الآثار أنّ الموضع الذي خلا فيه