ويقولونه لمن تغير وجهه من الغضب. قد تمغَّر وجهه بالغين المعجمة. والصواب فيه تمعر بالعين المغفلة ذكر ذلك "ثعلب" واستشهد عليه بما روي عن "ابن عباس" رضي الله عنه أن الله عز وجل أمر "جبريل" عليه السلام بأن يقلب بعض المدائن فقال: يا رب إن فيها عبدك الصالح، فقال: يا جبريل ابدأ به إنه لم يتمعَّر
ــ
(ويقولون لمن تغير وجهه من الغضب قد تمغر وجهه بالغين المعجمة والصواب تمعر بالعين المغفلة ذكر ذلك ثعلب). في "الحواشي" الرواية في الحديث على ما ذكر، ثم إن من استعمل هذه اللفظة بإعجام الغين قد تشبيه الوجه المحمر غضباً بالمطلي بالمغرة. وله وجه صحيح كما يقال تحمم وجهه إذا اسود حتى كأنه سُوِّد بالحمم، أقول: ضعف الطالب والمطلوب إذ لم يصيبا في إنكار الإعجام وقد ورد ذلك في الحديث وأثبته الثقات قال في "النهاية الأثيرية" في الحديث هو الأمغر، أي الأحمر مأخوذ من المغرة، وهو هذا المدر الأ؛ مر الذي تصبغ به الثياب، وقيل: أراد الأبيض لأنهم يسمون الأبيض الأحمر، ومنه حديث الملاعنة إن جاءت به أميغر، وفي حديث يأجوج ومأجوج: فخرت عليهم متمغرةً دماً أي محمرة اهـ. وفي "التهذيب" تمغر لونه تغير وعلته صفرة، وقال "ابن الأعرابي" المغمور: المقطب غضباً، فإن قلت فيما ذكروه مجيء التفعيل للتشبيه لأن معنى تمغر صار كالمغرة، وهذا مما قال بعض أهل المعاني أنه لا نظير له في العربية حتى بنوا عليه